السابقة

هكذا نرى نحن في مكناس جبل زرهون،هكذا اراه مند ما يقارب اربعين سنة هكذا يؤثث المشهد
في فصل الربيع تتلون سفوحه بلون اخضر و في بعض السنواة تكسو قمته من الشرق الى الغرب كسوة
بيضاء من الثلج ليوم او يومان،هذا الجبل بقدر ما يحد افق المدينة بقدر ما يزينه.و كل من زاره
و قطع الطريق على حافته المطلة على مكناس و على سهل سايس باكمله يحس انه يمشي فوق
شرفاة بهيجة و ممتعة،على طول تلك الطريق التي تربط بين مراكز سكنية صغيرة و لكنها محضوضة
بذلك المنضر البهيج و تلك الاطلالة بين سفوح غير حادة في الاسفل سوى بعض المقاطع و بين القمة المكسوة بالغابة
اما ما يالم هو ان ترى خيرات وهبها الله لنا و نحن لا نستطيع التمتع الحلال بها و تراها شبه منكوبة
نزهة تمتد على ما يقارب الاربعين كيلومتر غير مهياة لاي شيء مفرح
الفلاحون لا يقومون هم كذلك باية مبادرات ترحب بالزوار او عابري السبيل فقط يضعون الاسيجة
و ذاك حقهم الدستوري و لكن ليس لهم الحق ان يملئوا الطرق العمومية بالكلاب بدريعة تامينها
و منع المغاربة من ارتيادها و التجول في انحاء بلدهم امنين
الجبل الغاباة و المناضر الخلابة مطلة من الغرب الى الشرق على سهل سايس باكمله مكناس من جهة
و فاس من جهة اخرى و لا حياة في الافق ،العقم القاتل كذلك على مستوى القائمين بشؤون تلك الجماعات
الذين لا نعلم ماذا يفعلون هناك فالمنازل يبنيها اصحابها و الاراضي يحرثها اصحابها و هم ماذا
يفعلون،سيدي علي معروفة فقط باشياء ضلامية لا تفيد الانسانية باي حال من الاحوال و سياحة الانحطاط
و في كل تلك المراكز هناك جو موحش و ليس هناك و لو متر مربع واحد مهيا لزائر ما او عابر سبيل
او حتى كلب ليتمدد و يبسط ذراعيه و يشكر الله على تلك الاطلالة و لا حول و لا قوة الا بالله

من الجهة الاخرى الوضع ليس افضل مدينة مولاي ادريس
مؤسس الدولة الاسلامية بالمغرب الاقصى
هي كذلك لا تشرف ماضيها فلو انه هو قام من قبره
و علم ان كثير من المغاربة ياتون اليها ليحجوا
حج المسكين ولو بالمجاز و انها قبلة هي ذلك
و جنة منه مالا ولو صرفته في احسن الاوجه فانه حرام
مال لا بركة فيه لتبرا منها و لعنها و مما لا شك فيه
انها هي كذلك فقط تمتلا بالاسمنت و الاجور لا غير لولا ان
الدولة شيدة هناك دارا للثقافة لا باس بها و لكن
من و بماذا تحيى ان كانت الموة تحيط بها من كل جانب
و قاعة للرياضة هي كذلك لا يمكنها ان تحيى الا ان كانت الحياة تحيط بها
من جهة اخرى هناك ماساة وادي الحامة الذي يان
و يتحول الى صحراء خبيثة و مكب للنفايات سواء
الصلبة او السائلة،و من جهة اخرى و اضافتا الى ذلك
سفح الجبل يتم الترامي عليه بالبناء الغير المنضم
و الغير المؤهل و لا المجهز باي شيء سواء ليكون
صالحا لساكنيه او له حد ادنى من المواصفاة كي
يندمج في الطبيعة الرائعة المحيطة به دون ان تتاذى منه
اتذكر في صغري كنت اذهب مع العائلة لقضاء العطلة
في بيت جدي الذي كان هناك و كنا لا نسام من ذلك
الوادي سواء السباحة في مائه الدافا او التجول
في الطبيعة و جنبات الوادي وسط الجبال
عار على المغاربة في تلك المدينة ان يحرموا اجيال
اليوم و اجيال قادمة من تلك الخيراة و يقضوا عليها
و كذا كل المغاربة و لا يبقى الا ذلك المفهوم المنحط
المسمم لعقيدتهم ، يحيط به الاسمنت و الاجور من جهة
و وادي كان في ماض قريب واديا من وديان الجنة و اصبح واد من وديان جهنم
و في كل مرة و كل مكان نعاين عقمنا و سياسة الديكة
حسبنا الله و نعم الوكيل