00-00-0000

مكناس

هبة
المولى اسماعيل
للمغرب

تجديد امير المؤمنين المولى اسماعيل بناء مكناسة الزيتون
و اتخاذه اياها دار ملكه
كانت مدينة مكناسة الزيتون من الامصار القديمة بارض المغرب
بناها البربر قبل الاسلام و لما جائت دولة الموحدين
حاصروا مكناسة سبع سنين ثم افتتحوها عنوة
اواسط المائة السادسة و خربوها ثم بنوا مكناسة الجديدة
المسماة بتاكرارت و معناها المحلة
و اعتنى بها بنوا مرين من بعدهم
فبنوا قصبتها و شيدوا بها المساجد و المدارس و الزوايا و الربط
و كانت يومئذ هي كرسي الوزارة كما ان حضرة فاس الجديد
هي كرسي الامارة
و اختصت مكناسة بطيب التربة و عذوبة الماء و صحة الهواء
و سلامة المختزن من التعفين و غير ذلك
و قد وصفها ابن الخطيب في مواضع من كتبه مثل المقامات و غيرها
و اثنى عليها نظما و نثرا و انشد قول ابن عبدون من اهلها فيها
ان تفتخر فاس بما في طيها و بانها في زيها حسناء
يكفيك من مكناسة ارجاؤها و الاطيبان هوائها و الماء
فلما كانت بهذه المثابة كان امير المؤمنين المولى اسماعيل
رحمه الله لا يبغي بها بدلا فلما فرغ من امر فاس
رجع اليها و شرع في بناء قصور بها
.....
اطلق ايدي الصناع في البناء و مداومة العمل
و جلبهم من جميع حواضر المغرب

من كتاب الاستقصاء لاخبار المغرب الاقصى
لصاحبه احمد بن خالد الناصري السلاوي

مكناس التي اختارها المولى اسماعيل و مكناس الواقع

الاطيبان لا زالا موجودان و الحمد لله
اما معمار المدينة فلم يعد يتوافق الا مع الردائة
المركز الموروث عن فرنسا له بعض المقومات و مرتب جيدا
ما سوى ذلك هي تكدسات صماء من الاسمنت و الاجور
حارقة صيفا و مع ذلك يقتلعون الاشجار المورقة
و يستبدلونها بالنخيل لا اعلم لماذا
ربما يساعدون المدينة على ان تتصحر بسرعة
باردة و عارية شتائا
المدينة القديمة طبعا لها المقومات المعمارية
التي تلائم العصر الذي بنيت فيه
و مع ذلك فهي لا زالت تتجاوب بشكل افضل مع مناخ المدينة
اما الماء فلا زال ماء مكناس مضرب مثل
و لكن لم يعد يرطب المدينة و ينعشها
على العكس الوديان التي تخترق المدينة او تعبرها او تحاديها
اصبحت كلها مثل وديان جهنم اعزكم الله
كريهة الرائحة خبيثة الماء،انقرضة منها الضفاضع و الاسماك
فقط الحشرات الناقلة للامراض وحدها من تطيقها
كل ضواحي مكناسة الزيتون قدرة و خبيثة
و وسط المدينة مليأ بالضباع

باب على تاريخ المغرب

السابقة

2

3

4